الإمام الشافعي رحمه الله

 


لا يطغى حب اللغة والشعر على حب الفقه


الحمدلله وكفى، والصلاة والسلام على نبي الهدى، أما بعد،،،

الامام الشافعي -رحمه الله- كان أديبًا وشاعرًا، سقيَّ حب الشعر والتاريخ والأنساب والأدب، وشرب أصول علم الصرف والبلاغة والنحو، أثنى ركبتيه طلبًا لعلم اللغة على يد قبيلة هذيل، وهذيل من أفصح القبائل لسانا.

فقول الشافعي رحمه الله في اللغة حجة، لذلك يُقدم قوله عند الاصوليين في اللغة، ولقد شهد على ذلك جمع غفير:
▪ قال الأصمعي وهو من أئمة اللغة: "صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس".
▪ قال ابن هشام صاحب المغازي: "الشافعي حجة في اللغة ".
▪ قال الفراء: " الشافعي لغة؛ هو قرشي مطَّلبي عربي فقيه، وقولُه حُجَّة يُعْتَمَد عليه"
▪ قال الامام أحمد: "لسان الشافعي لغة، فما رأيته إلا فصيحاً".

لكنه آثر الاشتغال بالفقه والحديث؛ فأصبح منارةً في العلم، ومرجعًا في الفقه. 
فكثيرًا من الابيات تُنسب للشافعي وهي لا تصح عنه، قال في بيان إيثاره للفقه على الشعر:
ولولا الشعر بالعلماء يزري 
لكنت اليوم أشعر من لبيدِ

ولنعلم أن كل من سارَّ على طريق العلم نال حب الأدب والفصاحة والشعر، تبعًا لحب لغة العلم، فالمرء إن أحب أمرًا أحب معه ما تعلق به.
لكن على طالب العلم بعد التأصيل في اللغة، أن يؤثِر التبحر في علم الحلال والحرام على أي علمٍ كان.


وكتبته:
هيا بنت سلمان الصباح
غفر الله لها ولوالديها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحجاب في كويتنا أصلٌ أصيل

ظلمُ ذوي القربى