قتل الأُنثى


 قتل الأنثى






رأيتها 

زهرة في ربوع الشباب ذابلة!

رأيتها

نورًا لا ضياء له خافتًا!

رأيتها

ابتسامة مغشاة بألم، وضحكة خاملة مكتسية بكدر!

رأيتها

بالية وعن كل جميلٍ زاهدة!

رأيتها

في الحديث نابغة إلا أنها قليلة الكلام شبه صامتة!

 

فسألتها عن السبب؟

 

فقالت:

هي الخيانة من الزوج بدت!

بعد أن خرج منها نفثة من نفثات الحب أو قد تكون زفرة من زفرات الود

 

ضاق بي الأمر ذرعا، حين سمعت قصة الخائن على لسان زوجته وهي تشتكي بحزنٍ ومضض

أيها الخائن، كانت لكَ زوجة هي:

أم ولدك، وستر بيتك، ومرآة نفسك

قد وكل الله أمرها إليك

 إلا أنكَ

تركتها يومًا مع الصبية الصغار، والدموع الغزار

أيها الخائن

هدمت بيتًا، ونلتَ حجرًا!

بددت رزقك وسعادتك

وأصبحت حبيس شهوتك وملذاتك

 اقفرت جفون مدامع زوجتك، فباتت تبكي من غير دموع، وتتألم بصمتٍ ووجوم

كنتَ لها يدًا تصون الأسى، فأصبحت تريق من دمائها الشجى

أشقيتها معك حتى كنت أظلم الظالمين

كانت لك حياة تتلألأ كتلألؤ القمر في علياء سمائه

أما فقدت أنيسًا صادقًا كان يسامرك ؟!

أما تساءلت عن ضياع جليسًا محبًا كان يساهرك ؟!

فتحت باب الخيانة، حتى ضاعت منك الاستقامة   

فكنت أسير ذنوبك بظلامٍ قاتم، وليلٍ حاتم

إن الأمر أيها الخائن:

أعظم شأنًا، وأجل خطرا

هويت بنفسكَ إلى مهوى سحيق

ولله عاقبة الأمور

ولو حرصت على ولائها ومودتها؛ لكنت في نعيمٍ يغبطك عليه أرباب الكنوز، وقادة الممالك، ولما استطاعوا إليه سبيلا،،،

إن أصلب الأزواج قلبًا، وأقساهم فؤادًا

أولٰئك الذين لا يرعون لنعيم الله حمدًا ولا شكرا

قتل زوجته الأنثى بإهماله، وخياناته

تلك الزهرة اليانعة في روض الشباب، والابتسامة اللامعة في ثغر الحياة:

بكت زوجها الخائن الذي لو عرضت لغيره لكان لها من شتى البقاع خطيب سائل

 

لوعة ألم تعتلج بين جنبيها زهدت معه جمالها وتناست أنوثتها

 

فهل تتجرع آلام الخيانة حين تتراءى لها خيال الذكرى القاسية

 أم 

تصطبر لأعين تتساقط أحرف بُغضٍ وشتامة مؤلمة ؟!

فأصبح لا ينفعها خلوة، ولا يؤنسها جلوة 

 

رزقكِ المولى أُخيتي

قلبًا زاهرًا بالأنس مع طاعة الرحمن لا ينضب معينه 

يسقي الفؤاد الملتاع؛ فتبرد غلته، وتفتأ لوعته

لا تبكيه، ولا تتذكري عهده 

واعلمي

أن كل ما في الدنيا

مشوبًا بالكدر يعتريه الألم 

إلا

ما كان في طاعة الله ورضوانه

 

فانظري الى نفسك، وغذي بالإيمان قلبك، واشغلي بسمو الأعمال الصالحات خلوتك، فما خُلقتِ إلا لعبادة ربك.

فهو مولاك وخالقك، والعليم بأمر وحدتك وفاقتك

 


كتبتها:

حين تذكرت من أهملت نفسها، وتناست أنوثتها، وانشغلت بحزن خيانة زوجها

 

 

 

 

تعليقات

  1. مررت بهذه القصه بالضبط و كأنها أنا و لله الحمد انشغلت بكتاب الله عن كل شيء فأصبح نور قلبي و جلاء حزني و همي و أدركت كم نحن البشر مخطؤون حينما نحزن من أجل البشر .. علمتني تجربتي أن ألجأ لله و ألوذ ببابه و أتعلق به وحده سبحانه و لا يشغل القلب بعد اليوم إلا طاعة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحجاب في كويتنا أصلٌ أصيل

ظلمُ ذوي القربى