أُميمة!


أُميمة!





النساء منذ القرون الماضية، والأزمن السالفة؛ منهنَّ الصالحةُ المصلحة، ومنهنَّ الشاكيةُ المتذمرة،،،

هذه امرأة خطت حكايتها كتب الأدب للعبرة والذكرى.

امرأة اسمها (أميمة) كانت كثيرة الطلبات، وكان لها زوجٌ محبٌ عاشق، ودَّ لو ينال بسمة من شفتيها، ورضا متحقق في عينيها.

فأعجزته بطلباتها الدنيوية، وكان قليل ذات اليد، فابتلى بحبه لها، فقرر أن يحقق لها ما سألت، فغدا في أسفارٍ طويلة، وعاش في هجرةٍ مريرة، متلحفًا غبراء الصحاري، متظللاً بقمر الليالي،،،

فعاد بعد سفرٍ طويل وقد عان فيه من الهموم أبكارها، وذاق مرارة الدنيا وشهد أنيابها؛ فعاد بهيئةٍ ليست كما التي بها غدا، فتغير وجهه وبدنه، وتلطخت بنوائب الدهر حاله وهيئته.

وعندما وصل عتبة بابها، وأناخ مطايا حمله عند دارها، متلهفًا للقاء، محاطًا بصفاء الأشواق؛ خرجت إليه فسألته وأنكرته ولم تعرفه!

فأنشد يقول بعد أن شهد تعبه أمام عينيه هباءً، وعلم أن لا خيرَ فيها ولا رجاءً:



رأت نضو أسفارٍ أميمةُ شاحبا

على نضوٍ أسفارٍ فجُنَّ جُنونها

***

فقالت: من أي الناس أنت ومن تكن

 فإنك راعي صرمة لاتزينها

***

فقلت لها: ليس الشحوب على الفتى

 بعارٍ ولا خيرُ الرجال سمينها

***

عليك براعي ثلَّةٍ مسلحبةٍ 

يروح عليه محضها وحقينها(١)

***

سمينُ الضواحي لم تؤرقه ليلةٌ

 وأنْعَمَ أبكارُ الهمومِ وعُونُها(٢)



فلا تكوني يا أمة الله لزوجك ذات طلبٍ لا ينتهي، وهمٍ في حياته لا ينقضي؛ ارضي بما يضعه بين يديك فيبارك الله لكِ وعليك.

السعادة يا أُخيتي ليس بكثرةِ مالٍ ولا جاه، السعادة هي بحق بركة الله عندما تنالينها برضاه.

   



(١) أي: ذاك الرجل المترف الذي يجلس فقط وينظر لإبله ويُسقى من حليبها ولبنها.



(٢) أي: أنه ذاق من الهموم نوعين:

هموم أبكار لم يذقها أحد من قبله، وهموم عوان اشترك فيها غيره وقد جمعها بقوله "عونُها". 



وكتبته:
هيا بنت سلمان الصباح
غفر الله لها ولوالديها

تعليقات

  1. جزاك الله خير الجزاء وبارك بك ونفع بك دكتوره.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحجاب في كويتنا أصلٌ أصيل

ظلمُ ذوي القربى