هرطقات وسفسطات العصر


هرطقات وسفسطات العصر




 الفكر الباطني والوجودي أنموذجًا، فحذاري! 

انتشرت دورات لها صفات معلومة، ومداخل مدروسة لهدم ركائز المعتقد، بالسفسطة التي هي الحكمة المموهة، والكلام الذي ليس له خطام ولا زمام، يساق على أنه حق وما هو إلا خيال!

وترتكز دعوتهم الضالة على أمرين:

▪ الأمر الأول:
نشر (الفكر الباطني) الذي أنشأه الفلاسفة، وأخذه منهم القرامطة، وهو ادعاء أن النص له ظاهر وباطن.
وأن الظاهر لعامة الناس وبسطائهم، وأن الباطن للخواص من الناس، وأكثر من غرق في هذا الفكر ابن عربي الصوفي.
ومثاله في زماننا:
أن يأتي من لا علم له، ويدعي أن السلفية فيها جمود في فهم القرآن، ثم يأتي الناس بتفاسير لآيات كتاب الله ﷻ خلاف مراد الله، وهناك دورات تقام في بث تلك السموم في أوساط النساء
فحذاري أختاه!
فإنه لم يصطد بطعمه المسموم العقول إلا بكذبه المستملح على الدين!
وكم روج بضاعته الكاسدة بآيات الله وسنة رسوله ﷺ زورًا وتحريفًا وبهتانا.


▪ الأمر الثاني:
الدعوة إلى الفكر الوجودي، الذي ما هو إلا مذهب فلسفي يقوم على دعوة خادعة، وهي أن يجد الإنسان نفسه، فيتحلل من التعلق بالله، ويتكأ على وجوده وما يصاحبها من قوة ذاتية.


غاية أولٰئك القوم الذي يحومون عليه هو اعتماد المرء على نفسه، والإتكال على ذاته في جلب السعادة ودفع التعاسة، حتى يخبت في القلب نور الثقة بالله ﷻ.



ويكون الهجس آناء الليل وأطراف النهار؛ كيف أثق بنفسي، وأحقق أمانيي بطاقتي!



والانسان مهما قويَّ حاله؛ وبلغ مبلغًا من العلو؛ يظل ضعيفٌ بنفسه، قوي مع الله؛ لذلك جاء بالدعاء الذي رواه النسائي بسنده:

"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين" تأملنَّ (طرفة عين) 


فلا تُطفئوا في قلوبكم نور الثقة بالله، والتوكل عليه، وإناخة المطايا عند بابه ﷻ، بالتعلق بجماد وخيال لا يُغنيا من الحق شيئا.

أنبه هنا:
أن هذه الدورات تقام بكثره في الكويت والبحرين في فنادق مرموقة، وعلى موائد فاخرة لاصطياد عقيدتك أختاه، ولهدم يقين قلبك بالشكوك والظنون، فاحذري يا رعاكِ الله، وخذيها مني من واقع قد حصل، ليس بعد تلك الدورات إلا ملف بالطب النفسي، وعلاج بالحبوب النفسية! 

إن أردتِ (حياة) القلب، فعلقيه (بالحي) الذي لا يموت ﷻ.

وكتبته:
هيا بنت سلمان الصباح 
غفر الله لها ولوالديها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحجاب في كويتنا أصلٌ أصيل

ظلمُ ذوي القربى