البلاء



البلاء





أهل الإحسان أشد الناس بلاءً بالمحن، نالوا من نوائب الزمان وصروفه همومًا ونِغَم.

ومما يُتَنفسُ به أنه لا يخلو من الهم إلا من كان لا فكرَ له ولا بصيرة؛ فلا يزال صاحب العقل اللبيب يشغله الفكر في عاقبته ومآله، ودروب خاتمته وآخرته، وصروف حياته. 

 أما من عدمت مشاعره، ومُحيّت أفكاره، وجهلت أحواله؛ فهذا لاشيء له من الهم؛ لأن لا فكرَ له، ولا لبَّ، فلا حياة !

 فأنىٰ له طارقٌ من الهم، وأنىٰ له شاغلٌ من الغم؟!



 في ذلك قال أبو الطيب المتنبي في بيتٍ له نفيس



أفاضل الناسِ أغراضٌ لدى الزمن

**

يخلو من الهمِّ أخلاهم من الفِطَن



 ورؤية المؤمن ونظره لها؛ مهما تضاءلت الهموم واضمحلَّت؛ فهي منارةٌ مضيئة، وسواعدٌ متينة، لمن يتجاوزها ويعتريها، فثمارها بعد الصبر ألذ من الشهد، وأروى سقيا للظمأ. 



وقد قال الرافعي في رسائله، (صـ ١٥٧):

"الهموم مقدماتٌ في أحيانٍ كثيرةٍ لنعم مخبوءة". 





وخطت حروفه:
هيا بنت سلمان الصباح.
-غفر الله لها ولوالديها-

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحجاب في كويتنا أصلٌ أصيل

ظلمُ ذوي القربى