المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢١

رباه قلبٌ تائبٌ ناجاكَ

صورة
رباه قلبٌ تائبٌ ناجاكَ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: المؤمن لا يباشر قلبه المعصية إلا والحزن يمزق قلبه؛ خلاف اللاهي الذي ليس فقط يتجرأ على المعصية بل يسعد ويفرح بها فإن صَحَتْ من العبد المحاسبة نزل منزلة التوبة،،، فكان: باكيًا متذللا، خائفًا وجلا أسهر الذنب ليله، وأنقض مضجعه تسامر بالوحدة، وتساهر مع ظلمة الوحشة فكانت ترافقه: تلك الدمعة التي تترقرق في عين التائب كلما رحل فكره على ما كان عليه من المعاصي، وتراءى له مشهد من مشاهد الماضي وتلك الصرخة التي أحالت بين الجفون وغفوتها، وأَحيت الضمائر ورغدتها ما أعذب التوبة ومذاقها، وما أجمل العيش في ظلالها أخرجت التائب من البرحاء والحصباء إلى دار النعماء   ولو استطاع أن يتحدث عما آل إليه لأبكى العيون دماء ولله تلك الدمعة ما أثمن وأعظم ثمرتها قال النبي ﷺ: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله" فمهما عصيت يا ابن آدم لا تستسلم للذنب الذي لا يحذو بك إلى الرجاء سبيلا، ويذهب برشدك حتى يجعلك حيرانًا بليدا تناسى عما فات، وأقبل لما هو آت واعتصم بالله، فالاعتصام بالله منجاة التائبين )