المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

المداراة

صورة
 دارهم ما دُمْتَ في دارهم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: من منهج النبي ﷺ في التعامل مع البشر (المداراة)، حتى تظل علاقات البشر في مقام الوسطية السمحاء، فلا تثبت صاعدة فتندم، ولا تستقر هابطة فتخسر! ويحفظ الانسان حاجته بمداراة من بيده الحاجة، فيحفظ نفسه من هياج الأمواج الثائرة على السفن الزاخرة. ثبت عنه ﷺ من حديث عروة بن الزبير، أنَّ أمنا عائشة أخبرته أنَّه استأذن على النبي  ﷺ  رجل، فقال: "ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت، ثم ألنت له في القول. فقال  ﷺ : أي عائشة، إنَّ شرَّ الناس منزلةً عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه". ويذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام ونضحك إليهم، وإنَّ قلوبنا لتلعنهم". ونحن نعيش في أزمنة ومجتمعات تلزمنا أن نتعامل مع بعض البشر بالمداراة؛ فكم شهدنا صنوف المشاهد، وأفانين المناظر، وغرائب المسائل، وعجائب الحكايات! نداري لنكفي أنفسنا شرهم، ونصد عنا بوائقهم،  وإن كانت بين جنبات الصدر لوعة تعتلج، حت