الصداقة بحرٌ خضم

 

الصداقة بحرٌ خضم





 بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،

لا أعلم 

هل سيبلغ القلم مداه

أم سيكبو ولن يقوى البنان على البيان ؟!

الصداقة أيها الكرام

بحرٌ خِضَم

 تصطخب أمواجه

فتارة تأتيك بالدر والجوهر

وتارة تهديك الموت الأحمر!

لقد تأملت حال الأئمة من قبلنا

فرأيتهم غالبًا يظلون لوحدهم في آخر أعمارهم

يذهب عن أحدهم صديق الدرب لاختلافه معه في المسألة

 ويُعاديه صويحب طلب العلم لأجل الغيرة والحسد والمظلمة

كانت صحبة الصديق

 تملأ النفس نورًا

وتشع في القلب لذةً وسرورا

وقد فرق العلم بينهما!

وكأن الأفاعي الرقطاء أُخرجت في الرمال الصافية الصفراء،،،

عبث الهوى بقلوب من للعلم حوى

لكنها سنةً لن تتبدل، وشأنًا لن يتحول

فهذه الدنيا

خُلتها منقوصة

وصحبتها مبتورة

ثم انقضت تلك السنون وأهلها *** فكأنها وكأنهم أحلامُ

 

▪️ ها هو الإمام الأوزاعي رحمه الله:

يقول أبو مسهر كما في تاريخ ابن عساكر (٣٥/٢٢١):

"ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده ما يجلس إليه أحد".

 

▪️ وهذا الامام البخاري رحمه الله انقطع عنه أكثر الناس في آخر حياته غير مسلم

حتى دعى ربه في صلاة الليل فقال:

"اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك"

فما تمّ الشهر حتى مات!

 

▪️ وهذا ابن رجب الحنبلي رحمه الله، عادوه من كانوا يخالفونه في المسائل، حتى بات بين المحبرة والورق، واعتزل المجالس والافتاء والبشر

قال ابن حجي كما في إنباء الغمر (١/٤٦١):

"وكان لا يخالط أحدًا ولا يتردد إلى أحد"

 

إن الزمن وأحواله خير مهذب للنفوس وإن تخلى الصاحب، وذهب الرفيق المُآنس

وحسبك من الأنس:

قلبٌ تقي، وصدرٌ نقي، ولسانٌ ذاكر، وجسدٌ عابد

فدع ذكرَ عيشٍ قد مضى ليس راجعًا *** ودنيا كظل الكَرْمِ كنا نخوضها


وليكن العلم صاحبك ورفيقك

فهو خير من صحب، وأجود من نصح، وأوفى من عُهِد

ما في الصحاب أخو وجدٍ نطارحُه *** أحاديث نجدٍ ولا خلٍ نُجَاريه


وكتبته:

الفقيرة إلى فتح الفتاح

هيا بنت سلمان الصباح

الرابع من شهر محرم، لعام 1442.


 


 

تعليقات

  1. لا فض فوك ... من أروع ما قرأت 🥺

    ردحذف
  2. سبحان الله سنه الله في كونه
    نسال الله لنا ولكم الثبات..

    ردحذف
  3. اللهم احفظ لنا أحبابنا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحجاب في كويتنا أصلٌ أصيل

ظلمُ ذوي القربى